الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين محمد، وآله وصحابته أجمعين، أما بعد:
فظاهر السؤال أن الأخت أفطرت يومًا من رمضان لجهلها أن الصيام يلزم من بلغت الحلم. والجواب: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عظم الإفطار في نهار رمضان بغير عذر؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (مَن أَفطرَ يومًا من رمضانَ من غيرِ عُذْرٍ ولا مَرضٍ لَم يَقضِه صَومُ الدَّهرِ وإن صامَه)([1])، والأخت في المسألة كانت تجهل هذا، وهنا تثور مسألة علم العبد بأحكام دينه، ووجوب هذا العلم، إما عن طريق التعلم وإما عن السؤال، فمن لا يعلم عليه أن يسأل من يعلم؛ لقول الله -عز وجل-: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل:43]، ومن الواجب في تربية الأولاد تعليمهم أسس دينهم، فالولد قد يبلغ الحلم ولا يصوم؛ لأنه لم يكن يعلم عما يجب عليه، وقد لا يصلي؛ لأنه لم يعلم بفرضية الصلاة عينًا عليه.
هذا في العموم، أما عن سؤال الأخت، فيكفيها أن تصوم اليوم الذي أفطرت فيه، ولا كفارة عليها؛ لجهلها بما كان يجب عليها.
والله – تعالى- أعلم
[1] أخرجه البخاري معلقًا بصيغة التمريض قبل حديث (1935)، وأخرجه موصولًا أبو داود (2396)، والترمذي (723)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (3281) وابن ماجه (1672)، وأحمد (9908) باختلاف يسير.