سؤال من الأخت زهرة.. من الجزائر، يقول: ما الحكم الشرعي للعمليات التجميلية التي تتم لأجل تعديل بعد حادث منذ الصغر، مثل كسر في عظمة الأنف، والآن تظهر كثيرًا وتؤثر في مظهر الزوجة؟

عمليات التجميل

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين، أما بعد :

  فالعلميات التجميلية نوعان: الأول عمليات محرمة، ومنها التدخل في جسم الإنسان بما يغاير خلق  الله، كما يجرى في هذا الزمان من عمليات تحويل الذكر إلى أنثى أو الأنثى إلى الذكر، وكذلك عمليات التجميل في الشفتين بتكبيرهما أو تصغيرهما، والتدخل كذلك في الصدر بتكبير الثديين  أو تصغيرهما، ونحو ذلك مما يكون فيه تدخل في جسم الإنسان خلافًا للحال التي خلقه الله عليها، والأصل في التحريم ما حكاه الله -عز وجل-عن قول الشيطان:(وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)(النساء:119)  ثم حذر  -عز وجل-عن اتباع الشيطان فيما يأمر به فقال في آخر الآية : (وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا* يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ  وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)(النساء:119-120)  .

 النوع الثاني : العمليات التجميلية نتيجة حادث أثر في جسم العبد، خاصة الوجه كما هو قول الأخت في السؤال، فهذا نوع من العلاج، فكسر الأنف أو شق الوجه أو الشفتين أو نحو ذلك؛ نتيجة حادث كما هو  الحال في حوادث السيارات وغيرها، فهذا التدخل الجراحي يعد علاجًا . والأصل إباحة العلاج؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام)([1]).

فالحاصل: أن المحرم في العمليات التجميلية  هو ما يقصد منه التغيير في خلق الله ، أما العمليات التجميلية نتيجة الحوادث فلا حرج فيه -إن شاء الله- .

[1] – أخرجه أبو داود برقم (3874).