الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أن العبد عندما يكون في الصلاة أو يقرأ القرآن الكريم، إنما يدعو الله أن يحفظه من الأسواء والحوادث والشرور من شياطين الجن والإنس، فإذا قرأ سورة (الفلق) مثلا وجد أن الله أمره أن يتعوذ من شر ما خلق سواء كان من الجن أو الإنس أو الدواب، أو غير ذلك مما خلقه الله، كما أنه يتعوذ من الليل إذا أظلم، كما ويتعوذ من شر السحرة في نفثهم لعقد السحر، و في ختام هذه السورة التعوذ من شر الحسد، وهو مما يصيب الإنسان من العين وأضرارها.
وإذا قرأ العبد في سورة الناس، يتعوذ من شر الوسواس الذي يخنس فيوسوس له في وضوئه وفي صلاته وفي مختلف حياته، سواء كان هذا الوسواس من الجن أم من الإنس، وقد بين الله عز وجل للمؤمنين أنه لم يجعل للشياطين سلطان عليهم في قوله تقدس اسمه: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ [الحجر:42]. والمعنى واضح أن العبد إذا كان في طاعة الله لا يقربه شيطان والعبادة بما فيها من الصلاة والذكر وقراءة القرآن سياج وحصن للمسلم فلا يقربه شيطان. ولكي يسلم العبد من شرور الشياطين عليه أن يكون في علاقة مع ربه في صلاته وفي ركوعه وسجوده وفي قراءته للقرآن الكريم، فالشيطان لا يقترب من العبد إلا إذا وجده بعيدا عن ربه فيما أمره به وما نهى عنه فإذا فعلها العبد ابتعد عن الشيطان ولهذا قال الله عز وجل: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [فاطر:6].
فالحاصل: جوابا على السؤال إن الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء حصن للمسلم عن وساوس الشيطان وضلاله، ولن يقربه شيطان ما دام على علاقته بربه فيما أمر به وما نهاه عنه، وفيما أمره به رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- ونهاه عنه.
والله تعالى أعلم.