الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن أمر الزكاة أمر عظيم، وقد عظمه الله بأن جعل الزكاة أحد أركان الإسلام، والشاهد فيه قول الله جل في علاه: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}، [البقرة:43]. فالإيتاء هنا حق مترتب على صاحب المال بإيتاء زكاة ماله. و قد جعلها الله تطهيرا وتزكية لصاحبه في قوله لنبيه ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- وأمته: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا}، [التوبة:103]. والشاهد فيه أيضا أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ بن جبل رضي الله عنه لما أرسله إلى اليمن فقال: (فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ)([1]).
ومن عظمة دين الإسلام أن جاءت الزكاة أحد أركان، لما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)([2]).
والزكاة ليست صدقة من القوى للضعيف يمن بها أو يعطلها أو يتأخر عنها فهي استحقاق الضعيف، وحق له فرضها الله على صاحب المال وعدد أصناف المستحقين لها فقال: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ}، [التوبة:60].
هذا في عموم المسألة بإيجاز أما سؤال الأخت عما إذا كان على مال اليتيم زكاة. فالجواب نعم على مال اليتيم زكاة تطهيرا وتزكية وبركة له فلا يستثنى منها من يملك مالا سواء كان يتيما أو نحوه.
والله -تعالى- أعلم.
[1] – أخرجه البخاري برقم : (1395) ومسلم برقم (19).
[2] -أخرجه البخاري (8)، ومسلم (16).