سؤال من الأخت: ر. ن. من الجزائر، يقول: ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وطبخ الحلويات ودعوة الجيران للأكل منها؟

الاحتفال بالمولد النبوي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد:

فهذا الاحتفال محل جدل بين بعض العلماء، فمنهم من يقول به؛ تكريمًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبيانًا لمحبته واتباعه، ومنهم من يرى فيه بدعة من البدع، ويحتج بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه وصحابته لم يحتفلوا بهذا المولد، وأنه -عليه الصلاة والسلام- نهى عن تعظيمه بقوله: ((لا تطروني، كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله، ورسوله))([1]).

والجدل في هذا مستمر، والأهم في الأمر اتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أمره ونهيه؛ لقول الله -عز وجل-: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: 80]، وقوله -عز ذكره-: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الحشر: 7]. وأعظم المحبة له -عليه الصلاة والسلام-ما يكون في القلب من محبته، واتباع سنته وتحكيمها والدفاع عنها.

 

([1]) أخرجه البخاري، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قول الله ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ﴾، برقم: (3445)، (4/167).