سؤال من الأخت ” ر.ن ” من آلمانيا تقول: عندي صديقة لا تصلي إلا في شهر رمضان، تصلي وتصوم في رمضان فقط فهل تقبل عبادته؟

من لا يصلي إلا في شهر رمضان

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالجواب أن الصلاة ركن من أركان الإسلام فرضها الله فرض عين على كل مسلم وهذا الفرض قائم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وسميت بهذا الاسم لأنها صلة بين العبد وربه والمسلم ليس له خيار في هذا الفرض فيصلى يوما ويتركها يوما آخر  وقد قال الله جل في علاه : (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)(النساء:103).

  ومن ترك هذا الفرض فقد كفر والأصل فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (العهدُ الذي بينَنا وبينَهم الصلاةُ، فمَن تركَها فقد كفرَ)([1]).

 والكفر هنا كفران : الأول إذا كان ترك الصلاة جحودا لوجوبها فهذا كفر يخرج من الملة ويعد التارك مرتدا عن دين الله والكفر الثاني دون الكفر الأول وهو ترك الصلاة تهاونا وغفلة وهذا الترك لا يخرج من الملة ولكن صاحبه معرض لعذاب الله والأصل فيه قول الباري  تقدس اسمه (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا)(مريم:59-60). والأصل فيه أيضا قول الله جل في علاه : (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)(الماعون:4-5). فالمراد بهم من يؤخرون الصلاة ويتهاونون فيها.

 هذا في عموم المسألة بإيجاز: أما سؤال الأخت عن ترك صديقتها للصلاة إلا في رمضان ففي هذا إثم عظيم فعبادة الله وطاعته لا تتجزأ وليس للعبد خيار في التصرف فيها إلا بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وشهر رمضان مثله مثل الشهور الأخرى سوى أن العبادة والحسنات تضاعف فيه فمن لم يصل في غير رمضان كأنه لم يصل فيه فرب رمضان رب الشهور الأخرى ومن لم يعرفه إلا فيه لم يعرفه في غيره ومن القول المأثور: (بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان)([2]).

وصديقة الأخت السائلة تعد آثمة وعليها أن تتوب إلى الله توبة نصوحا وتستغفره عما مضى من تركها الصلاة وتقبل على الله  وتصلى في رمضان وغيره فعسى الله أن يتوب عليها أنه هو  التواب الرحيم .

والله تعالى أعلم.

[1] -أخرجه الترمذي  برقم:(2621)، والنسائي برقم:(463)، وابن ماجه برقم: (1079)، والإمام أحمد في مسنده برقم: (22987).

[2] – شرح سنن أبي داود للعباد (3/167).