الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فمن فضل الله على عباده أنه صورهم في أحسن صورة، تختلف عن صور مخلوقاته الأخرى، من الدواب والطيور، فقال -عز وجل- : (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ )(غافر:64) وقال -عز ذكره- مخاطبًا الإنسان (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ )(الانفطار:7-8). وقد جمل الله الإنسان بهذا التصوير، ولكنه قد يتعرض لما يرى أنه يؤذيه في نفسه، إما بفعل عرق ينزع به، أو بفعل حادث عارض حدث له، كما يحصل من التشوه في الجسم بسبب حادث من الحوادث، فهذا مما يجوز له معالجته، كقطع لحمة ناتئة في وجهه، وكذا شعر نابت في وجه المرأة محل السؤال، مما يؤثر في نفسيتها، فهذا يجوز لها نزعه ولا حرج في ذلك، إن شاء الله، إنما المحرم هو محاولة التغيير في خلق الله؛ لأن ذلك من أمر الشيطان فيما حكاه الله عنه بقوله:( وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّه)(النساء:119).
فقطع اللحمة الناتئة أو نزع الشعر من وجه المرأة لا يقصد منه التغيير في خلق الله، فهذا الخلق ثابت في صورته التي صورها الله فأحسن صورتها .
فالحاصل أن نزع الشعر من وجه المرأة لا يعد تغييرًا في خلق الله؛ فيجوز لها نزعه، أما التغيير في الخلق كتكبير الشفتين أو تصغيرهما أو تصغير الثديين ونحو ذلك مما هو شائع عند بعض النساء فلا يجوز، بل هو محرم .