سؤال من الأخت ر.ت. من الجزائر، يقول: من وجد نقودًا في فندق كان يقيم فيه وأخذها على أنها من حقه ولم يسلمها لصاحب الفندق، والفندق الذي وجد النقود فيه في بلد غير بلده، والآن هو بلده فماذا يفعل في هذه الحالة؟

حكم من وجد نقودًا في الغرفة التي كان يقيم فيها في الفندق

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

   فظاهر السؤال أن الشخص المشار إليه في السؤال وجد في الغرفة التي كان يسكن فيها في الفندق نقودًا، فأخذها وسافر إلى بلده، والسؤال عن حكم هذه النقود ؟

هذه لقطة، واللقطة بالمعنى اللغوي من لقط أي أخذ الشيء من الأرض([1]). أما بالمعنى الشرعي فهي المال الضائع من ربه يلتقطه غيره، أو الشيء الذي يجده المرء ملقى فيأخذه أمانة ([2]). ولعل هذا المعنى لا ينطبق على النقود المشار إليها؛ لأن صاحبها إن لم يكن معروفًا للملتقط فهو معروف للفندق، فهذه النقود أمانة عند الملتقط للفندق، وكان عليه أداؤها قبل مغادرته؛ عملًا بقوله – تعالى-: ( إنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ ٱلْأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهْلِهَا)(النساء:58)،والسبب في أدائها للفندق أنه يستطيع معرفة صاحبها ممن كانوا يسكنون فيه، فلا تعد هذه لقطة بالمعنى الشرعي الذي يوجب على الملتقط تعريفها؛ لأن العادة جرت أن كل ما يفقد في الفنادق والنزل يرجع فيه إلى الفندق؛ لمعرفته بمن يقيمون فيه، لهذا -ولكي تبرأ ذمة الملتقط- عليه أن يعيد هذه النقود إلى الفندق الذي كان يسكن فيه، وذلك بالطريقة الممكنة، وهذا الفندق يقوم بواجبه نحوها.

والله – تعالى- أعلم

[1] – لسان العرب والقاموس المحيط ومعجم المقاييس اللغة مادة (لقط).

[2] – فتح القدير 6/118 ومغني المحتاج 2/406 والمغني والشرح الكبير 6/318.