الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فشهر رمضان شهر مبارك تضاعف فيه الحسنات، ففي حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ: أَيْ رَبِّ، إني مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ: مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِي فيه؛ فيَشْفَعَانِ)([1])، وفي حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-أن رسول الله – -صلى الله عليه وسلم- – قال: (ما من عبدٍ يصومُ يومًا في سبيلِ اللَّهِ -عز وجل-، إلَّا بعَّدَ اللَّهُ بذلِكَ اليومِ وجهَهُ عنِ النَّارِ، سبعينَ خريفًا”([2]). والأحاديث في فضل صيام شهر رمضان ومضاعفة الحسنات فيه كثيرة، هذا في العموم. أما في سؤال الأخت حول الزكاة في رمضان، فإن كانت الزكاة المفروضة قد وجبت على صاحب المال في رمضان، بمعنى أنه حال على المال الحول وكمل النصاب، فدفعها في رمضان فله فضل عظيم؛ لأن إخراجها كان في شهر مبارك تضاعف فيه الحسنات، وإن كانت الصدقة صدقة تطوع، بمعنى أنها ليست زكاة مفروضة فتضاعف فيها الحسنات، كما تضاعف في الأعمال الأخرى في شهر رمضان.
والله – تعالى- أعلم.
([1]) أخرجه أحمد (6626)، وابن المبارك في ((الزهد)) (2/114)، والطبراني (14/72) (14672)، والحاكم (2036)، والديلمي في ((الفردوس)) (3815) باختلاف يسير، وحسنه الألباني في تخريج أحاديث المشكاة برقم (1904).
([2]) أخرجه البخاري (2840) مختصرًا، ومسلم (1153) باختلاف يسير، والنسائي (2248) واللفظ له.