الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالأصل تحريم تغيير خلق الله، فقد صور -عز وجل- الانسان في أحسن صورة، قال -عز ذكره-: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ) [غافر: ٦٤]. وقال -تقدس اسمه- مخاطبًا عباده: (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) [الانفطار: ٦-٨]، ومن وسائل الشيطان وضلاله دعوة العبد إلى تغيير خلق الله بقوله: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) [النساء: ١١٩].
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت، فقص شعر الحاجبين مما حرمه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ففي حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: (لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة)([1])، والمراد بها التي تقص أو تنتف شعر حاجبها، هذا هو الأصل في التحريم، ولكن إذا كان شعر الحاجبين طويلًا ينزل على العينين أو يكون مشوهًا لوجه العبد؛ خلافًا للمعتاد فيمكن قص الزائد منه؛ لأن التحريم مبني على كون القص للزينة وتغيير خلق الله، أما ما يكون فيه ضرورة فلعل ذلك مما لا حرج فيه، إن شاء الله. والله – تعالى- أعلم.
[1]– رواه البخاري (5937) ومسلم (2122).