سؤال من الأخت رقية من الجزائر، تقول: شيخي الفاضل، انا حامل بشهر سادس، وزوجي يقول: لا تصومي رمضان، وأنا أدفع فدية الصوم. هل كلامه صحيح ؟

إفطار الحامل في رمضان

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الله -عز وجل- أرأف بعباده من أنفسهم، فلم يكلفهم من العبادة ما لا يطيقونه، والأصل فيه قوله -عز وجل-: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286]. فقال -جل في علاه-: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر} [البقرة:186]. والمراد عدم تكليف العبد ما لا يستطيعه؛ حفظًا لنفسه من الهلاك. والآيات والأحاديث في حفظ النفس كثيرة.

هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت عن الإفطار في رمضان لكونها حاملًا، فالجواب: إنه إذا كان الصيام يضر جنينها بشهادة طبيب عدل فالواجب أن تفطر في رمضان، وتطعم عن كل يوم مسكينًا مدة شهر، وتقضي ما فاتها من الصيام.

والله -تعالى- أعلم