سؤال من الأخت رحيمة من الجزائر، تقول فيه: في أثناء تصفحي للأنترنت صادفت شيخًا يقول..«لا توجد أذكار بعد صلاة النافلة»، حتى “أستغفر الله” التي ألفنا قولها بعد كل صلاة لا توجد، فهل هذا صحيح؟ وجزاكم الله عنا كل خير.

الذكر بعد النوافل

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

    فظاهر سؤال الأخت عن الذكر والاستغفار بعد صلاة النوافل. والجواب أن المسلم إذا صلى  النافلة  يستغفر الله ثلاث مرات، ثم يتبعها بقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام.  وهذا هو ما كان يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما ورد في  الحديث، وما ذكره ثوبان -رضي الله عنه-  عن فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذكره مسلم في صحيحه بقوله: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا وقال: «اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام» قال الوليد: فقلت للأوزاعي: ” كيف الاستغفار؟ قال: تقول: أستغفر الله، أستغفر الله “)([1]).

 ولم يؤثر عنه -عليه الصلاة والسلام- أذكار أخرى بعد صلاة النافلة  إلا الاستغفار وما بعده كما أشير إليه، فالأذكار والتسبيح بعد صلاة الفرائض وهي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا حول ولا قوة إلا بالله ولا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين  ولوكره الكافرون …. إلخ .

  هذا ولم يؤثر عنه -عليه الصلاة والسلام-أنه كان يرفع يديه بعد الصلاة الفريضة أو النافلة أو يمسح بهما وجهه كما يفعل بعض المصلين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- :” وأما رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- يديه في الدعاء : فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة ، وأما مسحه وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث أو حديثان ، لا تقوم بهما حُجة”([2]).

 فدل ما ذكر -جوابًا للأخت السائلة- على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يستغفر الله ثلاث مرات بعد النافلة والفريضة، وأن الأذكار والتسابيح بعد صلاة الفرائض.

                          والله -تعالى- أعلم .

 

[1] – أخرجه مسلم برقم : (591).

[2] “مجموع الفتاوى” (22/519) .