سؤال من الأخت رحيق ..من الجزائر، تقول فيه: ما حكم التصفيق لقارئ القرآن؟.

حكم التصفيق لقارئ القرآن

     الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين، وعلى صحابته أجمعين، أما بعد :

فالأصل أن على المستمع للقرآن الإنصاتَ له؛ استشعارًا لعظمة من أنزله، وما في هذا القرآن من الهدى، وما فيه من الرحمة، وما يجب من الإنصات له أثناء سماعه، وفي هذا قال الله-عز وجل-: ﴿وإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (الأعراف: 204)، وسماع القرآن يوجب الخشوع والسكينة والتأمل والتدبر، والبعد عن الأصوات العالية؛ لمنافاة ذلك للخشوع، وقد بيّن الله عظمة هذا القرآن في قوله-عز ذكره-: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ (الحشر:21).

 هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت عن التصفيق لقارئ القرآن فهذا من البدع المحرمة، فلم يؤثر عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ولا عن خلفائه أو صحابته، أو السلف الصالح جوازُ هذا التصفيق، والأصل في تحريم هذا التصفيق قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ فَهو رَدٌّ»([1])، وقوله-عليه الصلاة والسلام-: «وكلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ»([2]).

فالحاصل: أنه لا يجوز هذا التصفيق؛ لما فيه من المنافاة للخشوع في أثناء قراءة القرآن  أو سماعه، سواء كان هذا السماع من إنسان، أم كان من آلة، أم كان من غير ذلك. والله -تعالى- أعلم.

 

[1] – أخرجه البخاري برقم (2697).

[2] – أخرجه النسائي برقم (1353) ، صححه الألباني في صلاة التراويح (٨٦)..