سؤال من الأخت د.ن. من الجزائر، يقول: سنة الفجر التي جاءت الأحاديث الكثيرة تؤكد فضلها، والرسول -صلى الله عليه وسلم- كان لا يتركها في سفر ولا حضر، هل يجب فيها القضاء؟

هل يجب قضاء سنة صلاة الفجر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد:

 فإن لسنة الفجر فضلًا عظيمًا، وقد حث عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ففي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تدعوا ركعتي الفجر وإن طردتكم الخيل )([1]). وفي حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنه -عليه الصلاة والسلام- قال في ركعتي الفجر : (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)([2]). وكان -عليه الصلاة والسلام-يحافظ عليها في الحضر والسفر. والأحاديث في فضلها كثيرة .  أما سؤال الأخت عن قضائها في حال فواتها فقد وردت فيه أحاديث عدة، منها: ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (من لم يصل ركعتي الفجر فليصلهما بعد ما تطلع الشمس)([3]). ومنها ما رواه قيس بن عمر -رضي الله عنه-  أنه خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقيمت الصلاة، فصليت معه الصبح، ثم انصرف النبي -صلى الله عليه وسلم-فوجدني أصلي، فقال: مهلًا يا قيس، أصلاتان معًا، قلت: يا رسول الله، إني لم أكن ركعت ركعتي الفجر، قال: فلا إذن)([4]). ولفضل هذه السنة كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسير له فناموا عن صلاة الفجر، فاستيقظوا بحر الشمس فارتفعوا قليلًا حتى استقلت الشمس، ثم أمر مؤذنًا فأذن فصلى ركعتين قبل الفجر، ثم أقام، ثم صلى الفجر([5]).

    فالحاصل أن هذه الأحاديث تدل على قضاء ركعتي سنة الفجر إذا فاتت.

 

[1] – أخرجه أبو داود في سننه برقم (1258).

[2] – أخرجه مسلم برقم (725).

[3] – أخرجه الترمذي في سننه (423).

[4] – أخرجه الترمذي في سننه برقم (422).

[5] – أخرجه أبوداود في سننه برقم (443).