الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد:
فإن لسنة الفجر فضلًا عظيمًا، وقد حث عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ففي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تدعوا ركعتي الفجر وإن طردتكم الخيل )([1]). وفي حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنه -عليه الصلاة والسلام- قال في ركعتي الفجر : (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)([2]). وكان -عليه الصلاة والسلام-يحافظ عليها في الحضر والسفر. والأحاديث في فضلها كثيرة . أما سؤال الأخت عن قضائها في حال فواتها فقد وردت فيه أحاديث عدة، منها: ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (من لم يصل ركعتي الفجر فليصلهما بعد ما تطلع الشمس)([3]). ومنها ما رواه قيس بن عمر -رضي الله عنه- أنه خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقيمت الصلاة، فصليت معه الصبح، ثم انصرف النبي -صلى الله عليه وسلم-فوجدني أصلي، فقال: مهلًا يا قيس، أصلاتان معًا، قلت: يا رسول الله، إني لم أكن ركعت ركعتي الفجر، قال: فلا إذن)([4]). ولفضل هذه السنة كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسير له فناموا عن صلاة الفجر، فاستيقظوا بحر الشمس فارتفعوا قليلًا حتى استقلت الشمس، ثم أمر مؤذنًا فأذن فصلى ركعتين قبل الفجر، ثم أقام، ثم صلى الفجر([5]).
فالحاصل أن هذه الأحاديث تدل على قضاء ركعتي سنة الفجر إذا فاتت.
[1] – أخرجه أبو داود في سننه برقم (1258).
[2] – أخرجه مسلم برقم (725).
[3] – أخرجه الترمذي في سننه (423).
[4] – أخرجه الترمذي في سننه برقم (422).
[5] – أخرجه أبوداود في سننه برقم (443).