الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالأصل أن لا يكون التطهر إلا بالماء، قال -تعالى- : ( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا )(الفرقان:48). ورحمة من الله لعباده وعدم تكليفهم بما لا يطيقون أجاز لهم التيمم، قال -عز ذكره- : (وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا)(النساء:43). هذا هو الأصل التطهر بالماء، فمن كان مريضًا جاز له التيمم، والمراد المرض الملجئ، فمرض الأسنان مثلًا يسمى مرضًا بالمعنى الدقيق وهو لا يلجئ للتيمم، ومرض الوسواس يسمى مرضًا ولكنه لا يلجئ للتيمم، ومن الأمراض ما هو شديد يشق على صاحبه فلا يستطيع التطهر بالماء، ومن ذلك الجروح الناتجة من الحروق أو الحوادث والأمراض الأخرى ذات الشدة، فهذه الأمراض تمنع من التطهر بالماء لما يكون فيها من زيادة مرض المريض .
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخ، فإذا كان مرضه مما يشهد طبيب عدل بأنه يشق عليه التطهر بالماء بسبب مرض السكري أو الروماتيزم أو نحو ذلك فيجوز له التيمم، ولا حرج عليه في ذلك -إن شاء الله- .
والله -تعالى- أعلم.