الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالجواب: إن الله عزو جل لم يكلف من عباده إلا من كان سليما في عقله وإدراكه، فإذا فقد العبد هذا الإدراك أصبح غير مكلف، فالنائم يفقد إدراكه حال نومه فلا يعد مكلفا حتى يستيقظ من نومه، والمجنون يعد غير مكلف حال جنونه فإذا أفاق أصبح مكلفا، والصغير الذي لم يصل إلى سن التكليف يعد غير مكلف إلى أن يصبح مكلفا بحكم سنه، وفي هذا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق )([1]).
هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخت الدكتورة، فالمرأة التي في السؤال إذا كانت لا تدرك تصرفها كما تدركه المرأة العاقلة، فلا عليها صلاة ولا صيام، فقد أسقط الله عنها التكليف.
والله تعالى أعلم
[1] – أخرجه الترمذي برقم: (1423)، والنسائي في (السنن الكبرى) برقم:(7346)، والإمام أحمد في مسنده برقم:(956) حسَّنه البخاري كما في ((العلل الكبير)) وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه ولا نعرف للحسن سماعا عن علي، وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيق ((المسند)) (2/197)، وصححه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (1423) وأخرجه من طريق آخر أبو داود (4403)، والبيهقي (5292)، والخطيب في ((الكفاية)) (ص77) صححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4403)