الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
ففي الجواب عن السؤال تفصيل؛ فإن كان ما يرسل من رسائل التواصل الاجتماعي شيئًا مشروعًا، من أعمال الدين والدنيا، كالدعوة إلى الخير ، والصدقة على المحاويج والمساكين وكذا، الدعوة إلى تربية الأطفال على العقيدة والفضائل، والدعوة كذلك إلى دفع المنكرات والتحذير من الأفعال السيئة- فهذا العمل ونحوه مشروع في ذاته، فإذا طلب من المشاهد لهذه الوسائل تعميمه لمن لم يعلمه فهنا لا بأس على العبد أن يعممه إذا أراد؛ لأن هذا من باب التعاون على البر والتقوى؛ عملًا بقول الله -عز وجل-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ) [المائدة: ٢]، أما إذا كانت هذه الرسائل تدعو إلى المنكرات، أو تتعارض مع أسس الدين وأصوله، أو مع الأخلاق والعادات المحمودة فهذه لا يجوز تعميمها، بل يجب طرحها وإهمالها، ومن ذلك البرامج المشبوهة للأطفال أو النساء أو للشباب، مما يتعارض مع عقيدتهم، فهذه منكرات وضلال، وقبولها أو تعميمها يعد من باب التعاون على الإثم والعدوان؛ كما قال -عز وجل-: (وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة: ٢]،
أما ما ذكرته الأخت بأن أصحاب هذه الرسائل يهددون من لا يعممها فهذا من باب التخويف الذي تفعله الشياطين، فهذا التخويف لا يضر المؤمنين ولا يؤثر فيهم؛ فالله -عز وجل-هو الذي يحميهم من مكائد الشياطين وضلالهم، وفي هذا قال -تقدس اسمه-: (إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: ١٧٥].
فالحاصل أنه لا يجوز تعميم هذه الرسائل إذا كان فيها مخالفة للدين والقيم والأخلاق، بل تجب محاربتها. أما إذا كان فيها خير وأراد من أرسلت إليه تعميمها فلا بأس. المهم الحذر من أهداف هذه الرسائل وغاياتها، وما قد يكون فيها من الضلال، أما التخويف بها فذلك لا يضر المؤمنين؛ لأن هذا من عمل الشيطان فالخوف لا يكون إلا من الله – جل جلاله-. والله – تعالى-أعلم.