الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن أمر الصلاة عظيم فهي أحد أركان الإسلام الخمسة، فرضها الله فرض عين على عباده، فقال – تعالى-: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) [النساء: ١٠٣]، أي مفروضة في الأوقات كما حدد -عز وجل- أوقاتها في قوله: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) [الإسراء: ٧٨]، والصلاة محكومة بأمرين فيما مناطه واجب العبد نحوها: الأمر الأول: ترك الصلاة عمدًا مع إنكار وجوبها، فهذا يعد كافرًا؛ لأنه أنكر ركنًا من أركان الإسلام، والأصل فيه قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)([1])، الأمر الثاني: من ترك الصلاة تهاونًا وغفله فهذا فيه قولان: القول الأول: إن هذا في حكم المتعمد لتركها. القول الثاني: إنه يعد متهاونًا وغافلًا، وهذا هو الراجح. وعقابه العذاب الشديد؛ لقول الله -عز وجل-: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون: ٤-٥]، هذا هو حكم تارك الصلاة.
والجواب عن سؤال الأخت هو أن تدعو لابنها بالهداية، وتحذيره من عواقب التهاون في الصلاة، وما يؤدي إليه ذلك من ازدياد معاصيه، واستفحال ذنوبه، وضيق عيشه وفساد سريرته، ونحن معها ندعو له ولكل مسلم ضل الطريق السوي، فعلى الأخت تكثيف النصيحة لولدها؛ لأن هذا من مسؤولية الوالدين. وهنالك أمر ينبغي التنبيه عليه وهو تهاون الوالدين في تعويد أولادهم الصلاة في صغرهم؛ فالولد إذا وصل إلى السن الذي ذكرته الأخت تصعب عليه الصلاة؛ لأنه لم يتعودها في صغره فيتركها في كبره. والشاهد فيه قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع)([2]). ولا شك في أن تنشئة الولد على الأخلاق، وتعويده الصلاة في صغره مانع له من التهاون والغفلة عنها في كبره . والله – تعالى- أعلم.
[1] أخرجه الترمذي (2621)، والنسائي (463)، وابن ماجه (1079)، وأحمد (22987).
[2] – أخرجه أبوداود برقم (495).