الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد :

فسورة الواقعة إحدى سور القران الكريم، أقسم الله فيها بالقران الكريم في قوله-جل في علاه-: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ (الواقعة: 75) أي: ليس الأمر كما زعم كفار قريش أنه سحر وكهانة، وإنما القسم بالقران الكريم، وهذا القسم قسم عظيم، أقسم به الذي نزل القران، وهذا القران الذي زعمتم أنه سحر وكهانة مَصُونٌ في كتاب مكنون، وهذا الكتاب لا يمسه إلا المطهرون من الملائكة أو البشر؛ لأنه تنزيل من رب العالمين.

هذه الآيات من آيات سورة الواقعة، ولم أجد من فسر هذه السورة بما يفيد أن تكرارها كل ليلة يزيد في الرزق، وإنما في قراءتها وقراءة أخواتها من سور القران الكريم فضل عظيم.

والذي يزيد في الرزق ما حكاه الله عن نبيه نوح-عليه السلام-حين قال لقومه: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا﴾ (نوح : 10-12)،  رُوِيَ أنه شكا رجل إلى الحسن الجدوبةَ، فقال له: استغفر الله، وشكا آخر إليه الفقر، فقال له: استغفر الله، وقال له آخر: ادع الله أن يرزقني ولدًا، فقال له: استغفر الله، وشكا إليه آخر جفاف بستانه، فقال له: استغفر الله، فقال له الربيع بن صبيح: أتاك رجال يشكون أنواعًا، فأمرتهم كلَّهم بالاستغفار! فقال: ما قلت من عندي شيئًا، إن الله-عز وجل-يقول في سورة نوح: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ (نوح: 10-12)^([1]). والله-تعالى-أعلم .

[1] – الجامع لأحكام القرآن  للقرطبي  ج 18ص302.