الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فظاهر سؤال الأخت عن امرأة تبرز منها رقبتها وشعرها في أثناء الصلاة. والجواب أن بدن المرأة كله عورة، ما عدا الوجه والكفين، على خلاف في ذلك؛ حيث قالت طائفة من العلماء بوجوب ستر الوجه والكفين، والأصل في عورة بدن المرأة قول الله -عز وجل- : (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)(النور:31). وهو ما احتج به القائلون بعدم عورة الوجه والكفين، والأصل فيه ما ذكرته أم سلمه -رضي الله عنها- أنها سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:أتصلي المرأة في درع وخمار ليس عليها إزار؟، قال: «إذا كان الدرع سابغًا يغطي ظهور قدميها»، قال أبو داود: روى هذا الحديث مالك بن أنس، وبكر بن مضر، وحفص بن غياث ،وإسماعيل بن جعفر، وابن أبي ذئب، وابن إسحاق، عن محمد ابن زيد، عن أمه، عن أم سلمة، لم يذكر أحد منهم النبي – صلى الله عليه وسلم – قصروا به على أم سلمة -رضي الله عنها- ([1]).
فدل هذا على وجوب إسباغ المرأة لباسها، بما يغطي سائر بدنها من رقبتها وشعرها.
فالحاصل: -جوابًا للأخت السائلة- أن على المرأة أن تسبغ لباسها على كامل بدنها في الصلاة، ما عدا الوجه والكفين.
والله -تعالى- أعلم
[1] – أخرجه أبوداود برقم : (640).