سؤال من الأخت خديجة من الجزائر، تقول: زوجي أراد أن يستأجر بيتًا مجهزًا لمدة عام، لم ير البيت إلا عن طريق الصور التي أرسلها المستأجر الأول، بعدما اتفق مع المالك أنه سيستأجره، ذهب إلى البيت ليكتشف أن الصور لم تظهر البيت على حقيقته، فوجدنا بعض الأثاث ناقصًا، والموجود مختلفًا عما كان عليه في الصور، إذ كان يبدو جديدًا، والجدران مخربة، فاتصلنا بصاحب البيت لإخباره أننا لن نستأجر البيت لظروف معينة، ولم نخبره بأن البيت لم يعجبنا؛ لأنه لم يمنعنا من رؤيته، مع العلم أنه لم يستلم المبلغ المتفق عليه بعد، إلا أنه قال إننا كنا السبب في خسارته للمستأجرين، وبذلك ضاع منه مال شهر أو وأكثر؛ لهذا طلب من زوجي أن يدفع له مبلغ إيجار ثلاثة أشهر بشرط إذا تقدم مستأجر آخر فسيرد المال، وإلا فلن يرده بحجة أنه حقه. أرجو منكم الرد؛ لأنني حائرة هل أعطيه المبلغ والمقدر بما يقارب عشرة ملايين؟ وجزاك الله كل خير.

تراجع المستأجر عن استئجار العين المؤجرة ومطالبة المؤجر له بالإيجار

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فظاهر سؤال الأخت أنهم استأجروا منزلًا بعد الاطلاع على صوره، ثم تبين لهم بعد رؤيته أنه خلاف ما ورد في الصور، وأن صاحب المنزل يدعي بأنه قد خسر من خلال عدم رغبتهم فيه، ويطلب منهم أن يدفعوا له مبلغ إيجار ثلاثة أشهر، بشرط إذا تقدم مستأجر آخر فسيرد المال، وإلا فلن يرده بحجة أنه حقه، فيتبين من هذا وجود خلاف بين صاحب المنزل والمستأجر، وهذا الخلاف لن يحل عن طريق الفتيا؛ لكونها غير ملزمة للطرفين، فالواجب حلها عن طريق القضاء، بمعنى أن يدعي صاحب المنزل على المستأجر ويبين كل منهما حجته فيقضي القاضي بما يسمع، وما يظهر له من حجة الطرفين، وهذا هو الواجب.

والله – تعالى- أعلم.