الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن حق الأم مما عظمه الله بقوله – تعالى- : (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ)(الإسراء:23). والأحاديث في حقها وبرها كثيرة، منها أن سائلًا سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (بقوله: من أحق الناس بصحابتي يا رسول الله؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أبوك)([1]). وجاء رجل اسمه جاهمة، فسأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، قائلًا: (يا رسولَ اللَّهِ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمّ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها)([2]).
فحق الأم إذًا حق يتعلق بالولد ولا ينفك عنه إلا ببرها. أما حق أم الزوج فينشأ من حق الزوج على زوجته، فإكرام أمه من إكرامه، فهو حق متبادل بين الزوج وزوجته في حسن المعاشرة بينهما بالمعروف .
وأما قول الكنة للزوجة: أنا في مقام والدتك، فالقصد منه أنها تماثلها في السن، وما يجب لهما من الاحترام واللطف بكبيرة سنها؛ لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ( ليسَ منَّا من لَم يَرحَمْ صغيرَنا ، و يعرِفْ حَقَّ كَبيرِنا ) ([3]). والله – تعالى- أعلم .
[1] – أخرجه البخاري برقم : (5971).
[2] – أخرجه النسائي برقم : (3104).
[3] أخرجه أبو داود (4943)، والترمذي (1920)، وأحمد (6733) واللفظ له وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم(100).