سؤال من الأخت ” ح.ي” من الجزائر تقول: أخت مطلقة تزوجت بعد طلاقها ولكن قلبها معلق بالزوج الأول هل يجوز لها أن تدعو الله أن يرجعها لطليقها؟

دعاء الزوجة المطلقة أن يعيد الله لها زوجها

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،

فالجواب: أن دعاء الله عز وجل واجب في كل حين، وفي هذا قال عز ذكره: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) (البقرة:186)، وقال تقدس اسمه: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) (الأعراف:55)، وقال جل في علاه: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60)، فاقتضى هذا أن على العبد أن يدعو الله في حاجاته على أن تكون هذه الحاجات مشروعة، بمعنى ألا يدعو على أحد بأذى أو ضرر إلا إذا كان مظلوما.

هذا في العموم، أما الجواب على السؤال فباب الدعاء مفتوح للعبد فلهذا يجوز له أن يدعو بما شاء، ولكن أن تدعو أن يطلق زوجها السابق زوجته فهذا الدعاء فيه إثم والشاهد فيه ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لَا تَسْأَلُ المَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْفَأَ ما في إنَائِهَا”([1]).

فالدعاء مشروع ومن شروطه أن يكون في أمر مشروع.

والله تعالى أعلم.

[1] أخرجه البخاري (2140)، ومسلم (1413).