سؤال من الأخت: ح. ن. من الجزائر، تقول: هل يجوز الرقص على أناشيد فيها كلام الله، أو الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونحو ذلك مما نسمعه من مدائح دينية؟

الرقص على الأناشيد الدينية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الرقص على الأناشيد الدينية من المستحدثات التي جدت على الأمة، خلال الأزمنة التي تكاسلت فيها بعض طوائف الأمة عن العمل، وركنت إلى الرقص باسم الدين، حيث يجتمع العديد من الرجال ويستمرون في الرقص إلى آخر الليل، ثم ينامون في أثناء النهار. والإسلام دين عمل ودين جد. والرقص على النحو المشار إليه من البدع، وقد حذر -عليه الصلاة والسلام- بقوله: ((فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة))([1]).

وما نعلمه أنه لم يؤثر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا عن صحابته ولا عن تابعيهم ولا السلف الصالح مثل هذا الرقص، فلو كان هذا خيرًا لسبقونا إليه، فالأفضل تجاوز هذا الرقص. أما الأناشيد الدينية المجردة فلا بأس بها -إن شاء الله تعالى-؛ لما فيها من الذكر.

والله -تعالى- أعلم.

([1]) أخرجه أبو داود، كتاب: السنة، باب: في لزوم السنة، برقم: (4607)، (7/16)، والترمذي، ‌‌أبواب: العلم، باب: ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع، برقم: (2676)، (4/408)، وابن ماجه، أبواب: السنة، باب: اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين، برقم: (42)، (1/28)، وصححه الألباني في إرواء الغليل، برقم: (2455)، (8/107).