الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فظاهر السؤال أن أم الأخ ترغب منه أن يتزوج ابنة عمه ويسأل عما إذا كان يأثم إذا خالف رغبة أمه .
والجواب : أن رضاء الأم واجب على المسلم وجوبا عينيا امتثالا واستجابة بقول الله عز وجل : “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ”(الإسراء:23). ومن الإحسان إلى الأم البر بها وطاعتها وليس لأن هذا واجب عليه بحكم ما أمر الله به فحسب بل هو دين عليه في حياتها ومماتها بالدعاء لها والصدقة عنها ولكن تحقيق هذا الإحسان لا يعني أن يكون فيه ضرر عليه فليس من حقها مثلا أن تطلب منه أن يطلق زوجته وكذا الأمر ليس من الإحسان إليه قسره على الزوج من امرأة لا يرغب فيها فهو الذي يتزوج ويعايش السراء والضراء مع زوجته وليست أمه هي التي تتعايش ذلك ولو تزوج هذه المرأة ثم طلقها دون سبب باء بإثمها كما باءت أمه بهذا الإثم فالواجب أن يقنع أمه بعدم الزواج منها تلافيا لما قد ينتج عن ذلك من الأضرار .
والله تعالى أعلم.