الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فإن الوساوس من الشيطان ليصرف بها العبد عن دينه ويفسده وأول من عانى منها آدم وزوجته عليهما السلام، فقد أخرجهما إبليس من الجنة بعد أن زين له ما نهاها الله عنه في قوله جل في علاه: ” فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا”(الأعراف:20)، وقد حذر الله عزوجل عباده من وساوس الشيطان وضلاله بقوله: ” إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ”(فاطر:6)وكما حذرهم الله عزوجل من الشيطان أمرهم بالتعوذ منه في صلاتهم فقال لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام : ” قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ ، إِلَٰهِ النَّاسِ ،مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ “(الناس:1-6)، والآيات والأحاديث في وساوس الشيطان كثيرة ومنها ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللهِ إنَّ أحدَنا يجدُ في نفسِه، يعرضُ بالشيء، لأن يكونُ حممةٌ أحبَّ إليه من أن يتكلَّم به، فقال : “اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الحمدُ للهِ الذي ردَّ كيدَه إلى الوسوسةِ”([1]).
هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخت عما ينتابها من الوساوس أثناء الصلاة فعليها أن تستعيذ بالله من الشيطان ولا تلتفت إليه وإذا كان في غير الصلاة فتتفل عن يسارها والمعنى ألا تضعف أمام هذه الوساوس بل تتركها وتحرص على صلاتها فبذلك تكبد الشيطان وتزول وساوسه وعليها الا تستكين لهذه الوساوس فيعيذها الله منه.
[1] أخرجه أبو داود (5112) واللفظ له، وأحمد (2097)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10503) وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (5112).