سؤال من الأخت ” حياة .ة “من الجزائر تقول فيه: هل يجوز للحائض قراءة القرآن من الجوال أو اللابتوب؟.

هل يجوز للحائض قراءة القرآن من الجوال أو اللابتوب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،

فقراءة الحائض للقرآن الكريم مما اختلف فيه الفقهاء-رحمهم الله-، فذهب الجمهور من الحنفية([1]) والشافعية([2]) والحنابلة([3]) إلى تحريم قراءة القرآن للحائض، وذهب بعض أهل العلم إلى جواز قراءتها للقرآن الكريم، وهو مذهب الإمام مالك([4])، والشافعي في القديم([5])، ورواية عن الإمام أحمد([6])، والظاهرية([7])، وشيخ الإسلام ابن تيمية([8]).

ولكل من هذين الفريقين استدلاله بالجواز وعدمه، والراجح-والله أعلم-عدم جواز قراءة الحائض للقرآن الكريم؛ للأدلة المتعددة:

ومنها: أن الإسلام طهارة، وفي هذا قال الله-عز وجل-لنبيه ورسوله  محمد-صلى الله عليه وسلم-: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ (المدثر: 4).

ومنها: قوله-جل في علاه-: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ (البقرة: 222).

ومنها: قوله-تقدس اسمه-: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ (الواقعة: 77-79).

ومن الأدلة على منع الحائض من قراءة القرآن الكريم: قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما روته-عائشة-رضي الله عنها-: «إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب»([9]).

فالحاصل: أن الرأي الراجح-والله أعلم-أنه لا يجوز للحائض قراءة الكريم حتى تطهر . والله-تعالى-أعلم.

[1] – حاشية ابن عابدين  1/159.

[2] – المجموع للنووي 1/356.

[3] – كشاف القناع 1/147، والمغني 3/461.

[4] – الذخيرة للقرافي 1/379، والقوانين الفقهية لابن جزي ص 25.

[5] – المجموع للنووي 1/356، وروضة الطالبين للنووي 1/86

[6] -الإنصاف للمرداوي 1/249 .

[7] – المحلى 1/94.

[8] – الاختيارات الفقهية ص 27 .

[9] – أخرجه أبو داود برقم (232) وابن خزيمه برقم (1327)، والبيهقي في السنن الكبرى برقم (4495)، حسن إسناده شعيب الأرنؤوط في تخريج سنن أبي داود، (٢٣٢).