سؤال من الأخت حواء .. من الأردن، يقول: زوجي يصلي أحيانًا ولا يصلي بعض المرات، وقد نصحته ولم يتغير حاله، فبم تنصحوني؟

حكم الزوج الذي يصلي بعض الوقت ولا يصلي البعض الآخر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين، أما بعد:

فإن الصلاة عمود الإسلام، وركن من أركانه، فرضها الله على عباده فرض عين في الحضر والسفر، وفي هذا قال الله -عز وجل-: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)(النساء:103)، أي مفروضًا  في الأوقات، ولا يعذر في تركها إلا مريض أو عاجز، حتى في حال العجز والمرض يجب على العبد القيام بها ما استطاع، فيصلي قائمًا أو قاعدًا أو على جنب، أو يومئ إيماء، وما ذاك إلا لإدراك فضلها؛ لأن تركها أو التهاون فيها مما يوجب العقاب الأليم، وفي هذا قال الله -عز وجل-: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)(الماعون:4-5)،والويل هو شدة العذاب، والمراد بالساهين الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها، وفي هذا أيضًا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” العهدُ الذي بينَنا وبينَهم الصلاةُ فمَن تركَها فقد كفرَ”([1])، وقال: ” إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة “([2])،وقال -عليه الصلاة والسلام-أيضًا: “من سمعَ النِّداءَ فلم يأتِهِ فلا صلاةَ لَه إلَّا من عُذرٍ”([3]).

والأخت في السؤال – جزاها الله خيرًا وبارك فيها – حريصة على زوجها في نصحها له حتى لا يأثم، ورغم تركه للصلاة بعض الوقت فعليها معاودة النصح له،  ودعوته بالموعظة والمجادلة الحسنة، فلها في ذلك أجر، وفي هذا قال الله -عز وجل-:

(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(فصلت:33).

نسأل الله الهداية لزوجها ولكل من قصر فيما فرض الله عليه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله عليه نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

[1] أخرجه الترمذي (2621)، والنسائي (463)، وابن ماجه (1079)، وأحمد (22987)

[2] أخرجه مسلم في صحيحه برقم(82).

[3] أخر أخرجه أبو داود (551) مطولاً، وابن ماجه (793) واللفظ لهجه مسلم في صحيحه برقم (145)، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة برقم (652).