الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب فيه تفصيل: فإن كانت الأشجار المنتشرة في البراري غير محجوز بسور أو علامة نهي، فيجوز الأكل من ثمارها، وحمل شي ء منها بقدر الحاجة. أما إن كانت هذه الأشجار محجوزة بسور أو علامة نهي، فلا يجوز التعدي عليها والأصل في هذا أنه لا يجوز لأحد أن يتعدى على حق أحد من شجر أو غيره إلا بعد استئذان من أهله ذلك لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ ۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [النور: 27-28].
فاقتضى ما ذكر جواز الأكل مما هو عام وغير محجوز وعدم دخول الأماكن المحجوزة إلا بعد الإذن من أهله.
والله -تعالى- أعلم.