سؤال من الأخت ” حامدة” من الجزائر تقول: هل صحيح ما يقال إن النكاح والزواج يكره بين العيدين خاصة في شهر شوال وأن الشريعة نهت عن الزواج في هذا الشهر؟

هل يكره الزواج إذا كان بين العيدين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فظاهر السؤال عن النكاح في المدة بين العيدين مما يكره وخاصة في شهر شوال:

والجواب: قد ورد في هذا ما ذكرته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-بقولها: “زوَّجَني النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في شوَّالٍ وبنَى بي في شوَّالٍ، فأيُّ نسائِهِ كانَ أحظَى عندَهُ منِّي، وَكانت عائشةُ تستحبُّ أن تُدْخِلَ نساءَها في شوَّالٍ”([1]).

وقد ذكر الإمام النووي كلاما في هذا وخلاصته أن عائشة -رضي الله عنها-قصدت بهذا الكلام ردما كانت عليه الحال في الجاهلية، وما يتخيله بعض العوام من كراهة التزوج والتزويج والدخول في شهر شوال، وأن هذا باطل وأنها -رضي الله عنها- كانت تستحب أن تتزوج المرأة في شوال([2])، كما ذكر الإمام ابن القيم مثل هذا القول([3]).

الواضح أن هذا الاعتقاد كان من بقايا الجاهلية وهو من الطيرة وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنها بقوله: (لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ)([4])، فقد جرت العادة أن مثل هذا الاعتقاد يمتد القول به وقتا طويلا، ويتناقله العوام ويزيدون عليه، ولا شك أن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وهي تعلم حداثة المسلمين بالإسلام في ذلك الوقت، وما قد يتسلل من المعتقدات والأقوال فحرصت على أن تقول للناس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوج بها، وبنى بها في شوال، وأن ما يتخيله العوام تخيل باطل، وأن من المستحب الزواج في شوال فلا طيرة فيه.

هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخت فإن ما يقال عن كراهة الزواج والتزاوج والنكاح في شهر شوال قول باطل، ولا أساس له فشهر شوال مثل الأشهر الأخرى، يجوز الزواج فيه بل يستحب، وشريعة الله لا تحرم إلا ما حرمه الله في كتابه، وأوحى به إلى رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- أو أجمع عليه العلماء الربانيون.

والله تعالى أعلم

 

[1] – صحيح ابن ماجه (1632) وأخرجه مسلم (١٤٢٣) باختلاف يسير.

[2] – شرح النووي على صحيح مسلم ” (9 / 209 ).

[3] – ينظر: مفتاح دار السعادة ” (2 / 261(.

[4] – أخرجه البخاري برقم: (5316).