الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فظاهر سؤال الأخت أن أمها تعالج عند طبيب، وفي كل مرة تنزع ملابسها الخارجية، فلا يبقى عليها إلا الفستان والسروال الداخلي، وأنها تخشى أن ذلك يؤثر في حجها وعمرتها.
والجواب أن من المهم للمرأة أن تلجأ في علاجها إلى طبيبة من جنسها، ليس؛ لأن ذلك أدعى لسترها فحسب، بل إن هذا هو الأفضل لها؛ لأنها تستطيع أن تبين للطبيبة مشكلتها الصحية، وتسر لها ما قد لا تسره للطبيب الرجل؛ فيكون ذلك أدعى وأكمل لعلاجها.
فإذا اضطرت إلى أن تذهب إلى طبيب، فالواجب أن يكون الكشف عليها في حدود الشكوى من المرض؛ فإذا كانت الشكوى مثلًا من مرض في المعدة أو في الأمعاء، فلا يحق ولا يجوز للطبيب أن يتعدى بالكشف على أجزاء الجسم الأخرى، فلكل عضو حدوده، فلا يجوز التعدي بالكشف على عضو ليس محلًا للشكوى، ناهيك بأن العلاج المعاصر يعتمد على التحاليل المختبرية والصور الإشعاعية، التي يتبين منها حالة المريض، ومن ثم بسط العلاج له.
إن جسم المرأة عورة، وإن التعدي عليها بأي وسيلة يعد من المحرمات.
فالحاصل: جوابًا عن سؤال الأخت، أن من الأفضل والأحوط لإمها أن تلجأ إلى طبيبة لعلاجها، فإن لم يكن ذلك ممكنًا فلا يجوز للطبيب أن يطلب منها نزع لباسها، وأن يكون الكشف على المرض المشكو عنه، وليس التعدي على أي من أعضاء الجسم.
والله – تعالى- أعلم.