سؤال من الأخت ج.ة من الجزائر، يقول: لي صديقات جامعيات غير محجبات بالكامل، ويطلبن مني مرافقتهن في الأسواق لشراء حاجياتهن، فهل يجوز أن أخرج معهن، وهل علي إثم في ذلك؟

فضل الحجاب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين محمد، و آله وصحابته الميامين، أما بعد :

فإن من صفات المرأة المسلمة تمسكها بالحجاب، خاصة في هذا الزمان الذي يضطرب فيه السلوك، وتتعرض فيه القيم لكثير من الإشكالات، والأصل في الحجاب قول الباري -عز وجل-: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ)(النور:31)،ومن أحكام هذه الآية وجوب إخفاء المرأة زينتها وعدم إظهارها، عدا ما تقتضيه الضرورة كالكفين أو أطراف الثياب، مما يتعذر عليها ستره بحكم الضرورة.

ومرافقة الأخت لصديقاتها غير المحجبات جعلها تخشى من الإثم، والأولى أن لا تقاطعهن، بل تدعوهن إلى الحجاب، وفي مرافقتها لهن تكون سببًا في تحجبهن، بعد أن تقوم بدعوتهن وترغيبهن في الحجاب؛ لما فيه من الستر والفضيلة ودرء الفتنة. والدعوة لهن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة؛ لقول الله -عز وجل-: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(النحل:125).