الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وصحابته، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين، أما بعد:
فرحمة من الله بعباده أباح للمريض والمسافر منهم الفطر في رمضان؛ رفعًا للمشقة والحرج، فقال -عز ذكره-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:185]. فالمريض والمسافر يفطران في رمضان، ويؤجلان قضاء ما فاتهما منه، والأصل أن يبادرا بالقضاء قبل دخول الشهر التالي؛ لأن ما فاتهما دين لله، والله أحق بوفاء دينه، ما لم يكن لهما عذر مشروع.
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت فإن أخاها كان يعاني من مرض، وقد شفاه الله منه، والجواب: إنه إذا كان يستطيع قضاء ما فاته من شهر رمضان فعليه صيام هذا الفائت، أما إن كان لا يستطيع بسبب معالجته كيماويًّا فليس عليه من حرج -إن شاء الله- في تأخير الصيام، سواء ما يتعلق بما فاته أو ما هو مقبل عليه . المهم أن يكون قادرًا على الصيام، فإن لم يكن قادرًا فقد عفا الله عنه إلى قدرته، والأصل في هذا قول الله -عز وجل-: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ} [البقرة: 286]. وقوله -جل في علاه- : {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج:78]، وقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [التغابن:16].
فنسأل الله -تعالى- لكل مريض الشفاء