الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالكلام عن مسألة الفلسفة ودراستها كلام طويل، وهي في الابتداء من مخلفات الحضارات البائدة كالإغريقية، والمهم معرفة المنحى والأساس الذي تقوم عليه هذه الفلسفة، بمعنى أنها تقوم على الاعتقاد بأن العقل أساس القول والفعل، دون قيد أو سلطة عليه وهذا يعني منافاة الأسس الدينية التي جاء بها الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، كما ويتحدث أصحابها عما يسمونه الإلهيات وهي البحث في أسماء الله وصفاته، وما في هذا البحث من الإلحاد والكفر تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.
كما يبحث أصحابها فيما يسمى الطبيعيات، والمراد من ذلك النظر في خواص جسم الإنسان، ونحو ذلك مما هو مجرد كلام أساسه الجهل، وإنكار ما بعث الله به الأنبياء والرسل عليهم السلام.
فعلى هذا فإن هذه الفلسفة بعيدة عن شرع الله وإرادته وحكمته في خلقه.
فالواجب على المسلم أن يكون حذرا في النظر إلى الفلسفة قديمها وحديثها، وما يظنه بعض القائلين بها بأنها علم إنما هي إلا مجرد قول مخالف لسنة الله قال جل في علاه: ﴿فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلً﴾ [فاطر:43]([1]).
والله تعالى أعلم.
[1] ينظر في مسألة دراسة الفلسفة: إحياء علوم الدين للغزلي، والموسوعة الميسرة في الأديان والفرق المعاصرة الصادرة من الندوة العالمية للشباب الإسلامي.