سؤال من الأخت: ث. ي. من الجزائر، يقول: هناك عادة منتشرة بين الناس، يقال إنه لا يجوز أن نخيط الأقمشة لتفصيل الملابس الجديدة، أو أن نغسل الملابس من بداية شهر محرم إلى نهاية اليوم العاشر من هذا الشهر. ما قولكم في هذه العادة؟

حكم خياطة الملابس وغسلها في أوائل شهر محرم، والتحذير من تصديق الأساطير

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب أن من الأساطير ما ينتشر في مكان ما، ومع مرور الوقت تزداد هذه الأساطير فيصدقها الناس على أنها حقائق، وهذه الظاهرة تنتشر بين الأمم، والأخطر فيها أن هناك من يتداولونها ويعدونها جزءًا من عقيدتهم وتراثهم.

ولهذه الأساطير عدة أسباب، منها: قدرة الذين ينسجونها على إقناع الناس أنها حقائق، ومنها الجهل الذي يستفيد منه الناسجون لهذه الأساطير لتصديق أقوالهم.

هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت فكل ما ذكرته ليس له أساس شرعي، بل هو مجرد أساطير. ففي بداية شهر محرم يجوز خياطة الملابس وتفصيلها، وغسل الثياب، ونحو ذلك من الأفعال المعتادة كما في الشهور الأخرى. أما عن هذا الشهر فقد نجّى الله نبيه موسى -عليه السلام- وقومه، وأهلك فرعون وقومه. وفي صيامه أجر كبير؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ))([1]).

فالحاصل أن ما أشير إليه في السؤال هو مجرد أساطير، لا أساس لها من الشرع.

والله -تعالى- أعلم.

([1]) أخرجه مسلم، كتاب: الصيام، برقم: (1162)، (3/167).