سؤال من الأخت: ث. ي. من الجزائر، يقول: ما حكم حرق كراريس الشريعة الإسلامية والكتب القديمة، إذا تمزقت كثيرًا؟ وكيف التعامل معها؟ وجزاكم الله خيرًا.

معالجة الكتب الشرعية المتمزقة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فظاهر سؤال الأخت عن كيفية التعامل مع الأوراق والكتب الشرعية التي تمزقت.

والجواب: أنه ينبغي التفريق بين أمرين:

الأول: الكتب الأثرية والمخطوطات، فهذه يجب الاعتناء بها والتعامل معها بالمعالجة الحديثة، ففي المكتبات الكبرى في بلاد المسلمين وغيرها أقسام لهذه المعالجة بما يؤدي إلى حفظها؛ إكرامًا للذين ألفوها وأبقوها تراثًا في مختلف العلوم، فهذه الكتب أمانة أبقاها السلف عند الخلف، فحق عليهم صيانتها والحفاظ عليها.

أما الكتب والأوراق الأخرى التي تعرضت للتمزيق أو التدنيس فهذه يجب إما دفنها في التراب، وإما حرقها، وهو الأولى؛ صيانة لها من الامتهان والعبث، ومن ذلك أوراق المصاحف حين تتمزق بفعل الأطفال في أثناء دراستهم، أو لأي سبب آخر، فهذه ينبغي حرقها، وقد ذكر الحليمي من الشافعية أن له غسلها بالماء، وإن أحرقها بالنار فلا بأس، فقد أحرق عثمان مصاحف كان فيها آيات وقراءات منسوخة، ولم ينكر عليه([1]).

هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت فلا حرج -إن شاء الله- في حرق الكراريس والأوراق، وأعظمها صفحات من القرآن الكريم إذا تمزقت، فالمهم عدم امتهان هذه الأوراق أو تعرضها للإساءة.

والله -تعالى- أعلم.

 

([1]) انظر: المنهاج في شعب الإيمان، لأبي عبد الله الحليمي، (2/150)، وانظر ما ذكره السيوطي في: الإتقان في علوم القرآن، (4/190).