سؤال من الأخت ” ت.هـ” من الجزائر تقول: أنا مريضة بالديسكال في ظهري، فإذا صمت يتضاعف الألم، ولا أستطيع القيام أصلا حتى للصلاة فهل أفطر يوما وأصوم يوما؟

صلاة المريض وصيامه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فقد يسر الله عز وجل على عباده أمر عبادته على عباده فجعل هذه العبادة حسب قدرتهم واستطاعتهم فقال جل في علاه: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ} [البقرة:286]. وقال تقدس اسمه: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج:78]. فالمريض يؤدي عبادته حسب استطاعته، ودون تكليف عليه وفي هذا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ)([1])، وفي رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنه: “أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عاد مريضًا فرآهُ يصلي على وسادةٍ فأخذها فرمى بها، فأخذ عودًا ليُصلي عليهِ فأخذَه فرمى بهِ، وقال صَلِّ على الأرضِ إنِ استطعتَ وإلا فأَوْمِئْ إيماءً واجعل سجودكَ أخفضَ من ركوعِكَ”([2]).

وينبني على هذا أن المريض يعبد الله في صلاته حسبما يقدر عليه.

هذا في عموم المسألة: أما عن السؤال عما إذا كانت تفطر.

فالجواب إنها إذا كان مرضها يشتد مع الصيام مما يزيد في هذا المرض، فلا حرج عليها إن شاء الله في أن تفطر وتدفع كفارة الإفطار، وهي إطعام كل يوم مسكينا من قوت المكان الذي تعيش فيه، وتستغفر الله في هذا الشهر المبارك، وعسى الله أن يكتب لها أجر الصائمين بسبب مرضها، وعدم قدرتها على الصيام.

والله تعالى أعلم.

 

[1] – أخرجه البخاري برقم: (1117).

[2] نصب الراية للزيلعي 2/175 وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم(323).