الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب أن الغش محرم في عمومه، والأصل فيه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” مَنْ غَشَّنَا، فَلَيْسَ مِنَّا”([1]) ويحدث الغش في كل شيء يحدث في البيع والشراء ومختلف المعاملات، وكما يحدث في هذه الأمور يحدث في العلم، ولكن آثاره أضر وأخطر، فلو غش المهندس في علمه لتسبب بأضرار لغيره في سكنهم، ولو غش الطبيب في علمه لأصاب المرضى بالضرر.. وهكذا في كل علم.
والغش في العلم خاصة عند الطلاب في المدارس له أسباب: منها خوف الطالب من الفشل في امتحانه، أي خوفه من أهله وأصدقائه، ومنها ضعف استعداده للامتحان خلال فترة دراسته، وهذا يعود في أصله إلى ضعف الإشراف عليه، خلال دراسته، سواء من قبل أهله أو جهة تعليمه، ولا شك في أن خوف الطالب من الامتحان، ولومه في حال فشله يؤديان إلى بحثه عن وسيلة لإنقاذه، فيلجأ إلى الغش. والواجب متابعة الطالب خلال دراسته، وعدم تخويفه من الامتحان، وإشعاره في حال فشله من الامتحان أن هذا لا يعيبه، وأن أمامه فرصًا أخرى للنجاح.
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت فعليها أن تستغفر الله وتتوب إليه من هذا العمل، وأن تكون التوبة بشروطها الثلاثة : وهي الندم على الفعل، والعزم على تركه، وعدم العودة إليه، وما فعلته يعد من الخطأ، وقد رفع الله –عز وجل- الخطأ عن عباده، والأصل فيه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( رُفِعَ عن أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكْرِهوا عليهِ)([2])- بالاستغفار والتوبة بشروطها الثلاثة.
[1] أخرجه مسلم في صحيحه (146).
[2] رواه ابن ماجة عن ابن عباس (2045 ) ، ورواه ( 2043 ) عن أبي ذر بلفظ : ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي : الْخَطَأَ ، وَالنِّسْيَانَ ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ ) . وحديث ابن عباس رواه ابن حبان ( 7219 ) ، والطبراني في الكبير : 11 / 133 ( 11274 ) ، والأوسط ( 8273 ) ، والصغير ( 765 ) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم(1836).