سؤال من الأخت الهام من فرنسا تقول فيه: الذي يقتل في انقلاب السيارة هل هو شهيد ؟

‬‬‬‬‬‬‬‬‬ من يسمى شهيدا

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب على السؤال أن الشهداء هم من يموتون في سبيل الله، كالمقتول في الجهاد ضد العدو، والمبطون والمراد من مات بداء البطن، ومن مات في الطاعون، والغريق في البحر أو النهر، و يستثنى من ذلك إذا كان لم يراع السلامة في نفسه عند ركوبه، ويعد شهيدا من يموت في الغربة لطلب العلم، أو التجارة إذا لم يكن عمله في معصية، ويعد شهيدا كذلك النفساء التي تموت حين ولادتها إذا لم يكن حملها من محرم.

ويعد شهيدا كذلك من مات في هدم، ويعد شهيدا كذلك من يقتل دون ماله. والأصل في هذا ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الشُّهداءُ خمسةٌ: المطعونُ والمبطونُ والغرِقُ وصاحبُ الهدمِ والشَّهيدُ في سبيلِ اللهِ)([1])، وفيما رواه أيضا سعيد بن زيد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شَهيدٌ)([2]). ويلحق بهؤلاء من يموت في وباء عام؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه (الطَّاعُونُ شَهادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ)([3]). كما يلحق بالشهداء ويكون معهم، كل من يطيع الله ورسوله مؤمنا صادقا يحتسب إيمانه عند ربه وفي هذا قال جل في علاه: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء:69].

فالحاصل: جوابا للأخت السائلة: أن الشهداء من وصفهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما سبق ذكره وأن من الفضل العظيم للمسلم أن يكون مع الشهداء إذا أطاع الله وأطاع رسوله.

والله تعالى أعلم.

 

[1]أخرجه البخاري برقم: (2829)، ومسلم برقم:(1914).

[2]أخرجه البخاري برقم: (٢٤٨٠)، ومسلم برقم:  (١٤١).

[3]أخرجه البخاري برقم:(2830)، ومسلم برقم:(1916).