سؤال من الأخت (المرشدة الدينية) من الجزائر، يقول: السائلة تقول: أرتدي عدسات طبية منذ دراستي بالجامعة، وأخبرت زوجي سابقًا وهو منعني من إخبار أهله بهذا؛ خوفًا من التعيير والقدح، والآن أنا مقبلة على عملية للعين، وهو ينكر قولي بأني مريضة سابقة، ويفتعل مشاكل للطلاق، وأهله كذلك. فكيف أتصرف؟ ما هو قول الشرع في هذا؟

العدسة الطبية في العين وما إذا كانت عيبًا في المرأة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالمفهوم من السؤال أن للأخت السائلة عدسات طبية، وأن زوجها يعلم ذلك، وأنها الآن مقبلة على عملية في العين، وزوجها ينكر علمه ويفتعل مشكلات للطلاق.

والجواب: الذي أعلمه أن العدسات الطبية ليست عيبًا أو مرضًا، فهي توضع داخل العين إما لأسباب طبية أو غيرها، وليست -كما أعلم- سببًا للتحقير أو القدح، فكثير من الناس يحمل هذه العدسات في أعينهم، إلا إذا كانت هذه العدسات غير التي نعلمها، فهذا شأن آخر.

أما قول الأخت إن زوجها يفتعل مشكلات معها؛ ليكون ذلك سبب طلاقها، فهذا ما قد يفعله البعض حين يريد الطلاق  من زوجته، وهذا لا يجوز؛ لأن الله -عز وجل-  جعل الزواج آية من آياته وصالح عباده؛ لتكون سكينة لهم ورحمة بهم، فاقتضى ذلك وجوب  المعاشرة بالمعروف؛ حتى لا يظلم زوج زوجته ولا تظلم زوجة زوجها.

ومع أن الطلاق بيد الزوج  يفعله متى شاء، إلا أن الزواج ليس مجرد نزوة مؤقتة، فقد سماه الله بالميثاق الغليظ في قوله -جل في علاه-: ” وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا “(النساء:21).

وهذا يقتضي حكمًا أن الزواج ليس مجرد لعب ولهو وزينة وتذوق، إنما هو أمانة ومسؤولية سوف يحاسب عنها كل طرف من أطراف الميثاق.

أما كيف تتصرف الأخت، فعليها الصبر والاستعانة بالله، وعليها إقناع زوجها وأهله أن عدستها الطبية ليست عيبًا يحول بينها وبين معاشرة زوجها لها بالمعروف.

والله -تعالى- أعلم.