سؤال من الأخت (المرشدة الدينية) من الجزائر، تقول: هل لعقد النكاح في المسجد أصل شرعي، وأن النكاح يكون أكثر بركة؟

عقد النكاح في المسجد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فعقد النكاح يكون في بيت أهل الزوجة أو في بيت أحد أقاربها، أو في أي مكان آخر، وقد يكون عقده في المسجد، وقد استحب جمهور الفقهاء عقده في المسجد بقصد البركة، وقال بذلك الحنفية، فلا يكره ذلك إذا لم يشتمل على مفسدة دينية([1]). وقال به المالكية على أن لا يكون فيه رفع صوت أو وضع شروط([2]).

فالمسجد بيت من بيوت الله في الأرض، وعقد النكاح فيه مما يستحب ولكن ذلك ليس شرطا، وعسى أن تكون البركة في عقده فيه، كما أن البركة في النكاح تكون في يسره؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:” إنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مَؤُونَةً”([3])، ومن البركة في الزواج عقد الزوجين النية الصادقة في حسن المعاشرة وتحقيق الأغراض الشرعية للزواج.

والله – تعالى- أعلم.

 

[1] فتح القدير ج2 ص 343-344، وجواهر الإكليل ج1 ص 275، والمهذب للشيرازي ج1 ص201، وإعلام الساجد بأحكام المساجد للزركشي ص:360-362.

[2] حاشية الدسوقي ج4 ص 70.

[3] أخرجه أحمد في “مسنده” (24529)، والنسائي في “السنن الكبرى” (9229)، وابن أبي شيبة في “مصنفه” (16384)، والحاكم في “المستدرك” (2732)، وأبو نعيم في “حلية الأولياء” (3/186).