الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالجواب: إن لقراءة القرآن فضل عظيم، فهو كلام الله أنزله لعباده رحمة لهم لخيري الدنيا والآخرة، قال جل في علاه: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} [الواقعة:77]، وقال تعالى: {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [البقرة:2]، وقال تقدس اسمه: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء:9]، فقراءته وتدبر أحكامه ونواهيه مما يجب على المسلم، وهذا آكد في شهر رمضان ففي هذا الشهر تضاعف الحسنات في قراءة القرآن، ففي هذا الشهر أنزل القرآن، قال الله جل في علاه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185]، وقال تقدس اسمه: {إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} [الدخان:3].
ولأهمية شهر رمضان وقراءة القرآن فيه كان الصحابة رضوان الله عليهم يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان([1]) وفي ستة الأشهر الأخرى يدعون الله أن يتقبله([2]).
هذا في عموم المسألة بإيجاز: أما عن سؤال الأخت وكونها تشتغل في بيتها، ولا تستطيع أن تقرأ القرآن كاملا في هذا الشهر، فإن الله عزوجل أعذر من لم يستطع ذلك، فقد يكون العبد مسافرا خارج موطنه، وقد يكون مريضا، وقد يكون مشغولا بأمور رزقه ورزق عياله، قال عزوجل: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزمل:20].
فإذا كانت الأخت في المسألة لا تستطيع إكمال قراءة القرآن في شهر رمضان أو غيره من الشهور؛ لأنشغالها بأمور أسرتها، فتكتفي بما تستطيعه ولا حرج عليها إن شاء الله، فحسب نيتها قد يكتب الله لها أجر قراءة كتابه كاملا.
والله تعالى أعلم.
[1] رواه الطبراني في الدعاء (2/ 1226/رقم912) مرفوعا عن عبادة بن الصامت – رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وإسناده منقطع ضعيف.
[2] رواه الطبراني في الدعاء (2/ 1226/رقم912) مرفوعا عن عبادة بن الصامت – رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وإسناده منقطع ضعيف.