الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالصلاة الإبراهيمية هي -كما علّمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه، فيما رواه كعب بن عجرة -رضي الله عنه- قال: سَأَلْنَا رَسولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ الصَّلَاةُ علَيْكُم أَهْلَ البَيْتِ؟ فإنَّ اللَّهَ قدْ عَلَّمَنَا كيفَ نُسَلِّمُ علَيْكُم، قالَ: قُولوا : “اللَّهمَّ صَلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ؛ إنَّك حَميدٌ مَجيدٌ. اللَّهمَّ بارِكْ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ، كما بارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ؛ إنَّك حميدٌ مجيدٌ”([1]).
وتجب قراءة هذه الصلاة بعد التشهد الأخير، سواء في الصلوات المفروضة أم في صلوات السنن، فمن تركها بطلت صلاته([2]).
ففي الحديث المشار إليه أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة عليه، والأمر يقتضي الوجوب، كما قد علم في كتب الأصول، وقد أمر الله -تعالى- بذلك في كتابه في قوله -تعالى-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )[الأحزاب:56]، والحديث المذكور تفسير الصلاة والسلام المذكورين في الآية([3]).
هذا في عموم المسألة، أما سؤال الأخت فهذه الصلاة الإبراهيمية تقرأ بعد التشهد الأخير في الصلوات المفروضة وصلوات السنن، فمن تركها ناسيًا لزمه أن يعود إلى الصلاة، فيأتي بها ثم يسلم ويسجد للسهو، والأفضل أن السجود هنا يكون بعد السلام؛ لأنه قد سلم عن نقص ، وإن سجد قبل السلام أجزأه، وإن طال الفصل لزمه أن يستأنف الصلاة كسائر الأركان.
والله -تعالى- أعلم.
[1] رواه البخاري(3370).
[2] ((المجموع)) للنووي (3/465)، وينظر: ((أسنى المطالب)) لزكريا الأنصاري (1/165)و ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/388)، وينظر: ((المغني)) لابن قدامة (1/388) و ((أحكام القرآن لابن العربي)) (3/623) وينظر: ((جلاء الأفهام)) لابن القيم (ص 330).
[3] مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (29/ 301).