الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فإن الخطوات إلى الصلاة حين تكون كثيرة ويكون أجرها كثيرا، وكذلك سائر العبادات، فكلما كثر ت النوافل ازدادت العلاقة بالله، فيكون الأجر فيها مضاعفًا، الحسنة بعشر أمثالها، والشاهد في مضاعفة الأجر في كثرة الخطوات ما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قَالَ: أرادَ بنو سَلِمةَ أنْ ينتَقِلوا قُرْبَ المسْجِدِ فبلَغَ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، فقالَ لهم: «إنَّه قد بلَغني أنَّكُمْ تريدونَ أنْ تَنتقِلوا قُرْبَ المسْجِدِ؟» فَقَالوا: نَعَمْ يا رسولَ اللهِ، قد أرَدْنا ذلك، فقَالَ: «بَنِي سَلِمَةَ دِيارَكُمْ تُكْتَبْ آثارُكمْ، دِيارَكُمْ تُكْتبْ آثارُكُمْ»، وفي رِوايةٍ: «إنَّ بِكلِّ خُطْوةٍ دَرَجةٌ»([1]) .
فاقتضى هذا أن الصلاة في المسجد البعيد أفضل من الصلاة في المسجد القريب، ولكن ذلك لا يعني أن يشق العبد على نفسه؛ لأن ذلك مع الاستطاعة والقدرة، أما إن كان عاجزًا أو كبيرًا في سنه فإنه يصلي في المسجد القريب له؛ لأن التقوى مع الاستطاعة والله -عز وجل- لا يكلف من عباده إلا من يستطيع، ويكتب له من الأجر حسب نيته.
والله -تعالى- أعلم.
[1] أخرجه مسلم(665).