الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالجواب إن الصلاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ، وحج بيت الله الحرام)( ). وقد فرضها الله فرض عين، لا ينفك وجوبها إلا بأدائها في أوقاتها المعلومةـ وفي هذا قال -عز وجل- (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)(النساء:103). أي مفروضًا في أوقاتها، وقد بين الله وجوب القيام بها في آيات كثيرة بقوله : (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ)(البقرة:43). ووجوبها لا يسقط إلا بعذر كحال المرض أو زوال العقل، وقد توعد -عز وجل- الذين يكفرون بها في قوله -تقدس اسمه-: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)(مريم:59) .
والكفر كفران: كفر يخرج من الملة، إذا كان التارك لها متعمدًا جاحدًا لوجوبها، فهذا يعد خارجًا عن دين الإسلام، وتطبق عليه أحكام الردة. والكفر الثاني: كفر من تركها تهاونًا فتهاونه لا يخرجه من الملة، ولكنه يتعرض لإثم عظيم، وأمره إلى الله، فهذا يعد ممن ضيع صلاته واتبع شهواته، فبين الله ما سيلقاه من العذاب، في الآية السابقة وفي قوله -عز وجل- (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)(الماعون:4-5).
هذا في عموم المسألة، أما عن سلوك المرأة بتركها الصلاة فقد يكون لهذا السلوك أسباب أسرية واجتماعية أو نفسية، وفي هذه الأحوال التي يتعرض فيها العبد لخلل في السلوك وفي التفكير تكون الموعظة والمجادلة بالحسنى أفضل وسيلة للتغلب على الشذوذ في التفكير ، وقد وصف الله -عز وجل- العلاج لهذا السلوك في قوله: ” ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”(النحل:125).
أما عن السؤال، فإن كانت الزوجة المشار إليها متعمدة لترك الصلاة، جاحدة لوجوبها (وهو مستبعد إن شاء الله) فيجب التعامل معها على أساس اعتقادها وكفرها ، أما إن كانت متهاونة في ترك الصلاة (وهو الغالب)فيجب على زوجها الاستمرار في حثها على الصلاة، وأمرها بها وترغيبها فيها وتذكيرها بما وعد الله من العذاب لتارك الصلاة، وأن عليها الاستغفار والتوبة إلى الله توبة نصوحًا من ذنوبها، كما يجب على زوجها تعرف سلوكها وشذوذ تفكيرها.
والله -تعالى- أعلم .