سؤال من الأخت ” المرشدة الدينية” من الجزائر تقول: ما حكم من لم يخرج زكاة الفطر لوجوده في المستشفى مرافقا للمريض؟

التأخير في إخراج زكاة الفطر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فزكاة الفطر فرض على المسلم؛ ذكرا كان أو أنثى، يجب إخراجها قبل صلاة العيد، أي عند خروج الناس لصلاة العيد ويمكن إخراجها قبل صلاة العيد أو بيوم أو يومين من نهاية شهر رمضان، فإن أخرها إلى ما بعد العيد فلا تجزئ، بل تعد صدقة من الصدقات، أما إن كان المكلف جاهلا لوقتها أو ناسيا أو مريضا، فلا حرج عليه -إن شاء الله- في إخراجها بعد العيد.

هذا في عموم المسألة: أما الجواب عن السؤال بأن مرافقة السائل للمريض في المستشفى، وأنه لم يستطع إخراج الزكاة في الوقت المحدد، فلا حرج عليه -إن شاء الله- إذا أخرجها بعد العيد، والأصل في هذا قول الله عزوجل: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}، [الأحزاب:5]، وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه”([1]).

فالحاصل أن السائل مرافق لمريض، فهذا عذر مشروع، فيخرج زكاته بعد العيد.

والله -تعالى- أعلم.

[1] أخرجه ابن ماجه برقم: (2043). وصححه الألباني في صحيح – «الإرواء» (1/ 123 / 82)، و«المشكاة» (6284).