الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالجواب أن ما ذكرته الأخت يسمى استحاضة، بمعنى جريان الدم في غير الوقت المعتاد، ومن حالات الاستحاضة أن تكون مدة العادة معلومة لها قبل الاستحاضة، وفي هذا تعدّ المدة المعلومة هي مدة الحيض والباقي يسمى استحاضة.
والأصل في هذا حديث أم سلمة -رضي الله عنها- : أنَّ امرأةً كانت تُهَراقُ الدِّماءَ على عَهدِ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ- فاستَفتَت لَها أمُّ سلمةَ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ- فقالَ لتنظُر عدَّةَ اللَّيالي والأيَّامِ الَّتي كانت تحيضُهنَّ منَ الشَّهرِ قبلَ أن يُصيبَها الَّذي أصابَها، فلتَترُكِ الصَّلاةَ قدرَ ذلِكَ منَ الشَّهرِ، فإذا خلَّفت ذلِكَ فلتَغتسِلْ ثمَّ لتستثفِرْ بثوبٍ ثمَّ لتُصلِّ فيهِ)([1]).
وجوابًا عن سؤال الأخت أنه إذا استمر نزول الدم معها أكثر من عادتها الشهرية، فهذا يسمى استحاضة، وعليها أن تنتظر إلى الأيام التي كانت تحيضهن وتقدرهن من الشهر، فتدع صلاتها ثم تغتسل وتضع على محل نزول الدم ما يمنع نزوله ثم تصلي وتصوم.
والله -تعالى- أعلم.
[1] -أخرجه أبو داود (274) واللفظ له، والنسائي (1/119)، وأحمد في (المسند) (6/320) باختلاف يسير. وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (274) : صحيح.