سؤال من الأخت “المرشدة الدينية” من الجزائر، يقول: سائلة تسال وتقول: زوحي يعمل في بيع الدجاج، وأساعده، وأحيانًا تقع على ملابسي نقاط الدم، وأصلي ناسية. ما حكم صلاتي هذه؟ وهل على إعادة الصلاة؟

الملابس التي تتعرض لدم الدجاج

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

 فظاهر سؤال عن الملابس التي تتعرض لدم الدجاج، وما إذا كان يجوز الصلاة فيها.

والجواب أن العبد حين يناجي ربه في صلاته يجب أن يكون طاهرًا في بدنه وفي ملابسه؛ تعظيمًا لله  – عز وجل-، وقد أمر رسوله محمدًا -عليه الصلاة والسلام-  بتطهيـر ثيابه بقوله -تقدس اسمه – : (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ )(المدثر:4)، وهذا الأمر عام للعبد أينما كان.

 والدم المسفوح مما حرمه الله  على عباده، إلا ما كان يسيرًا منه، والأصل فيه قوله -عز ذكره- : (قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلـَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ)(الأنعام:145)، و في هذه الآية  أمر الله نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أن يقول: (قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا) أي : لم أجد فيما أوحاه الله إلي محرمًا (عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ) أي: آكل ما يأكله- إلا هذه الأشياء، اللهم (إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً ) أي: ما مات دون تذكية شرعية،(أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا) أي: مصبوبًا، وليس  هو ذاك الذي اختلط باللحم أو العظم([1]).

وينبنـي على هذا أن الدم المسفوح، سواء كان من الإبل أو البقر أو الغنم أو الدجاج أو ما في حكمها  يعد محرمًا،  والتحريم يشمل الأكل أو الشرب، أو ما كان منه في الملابس ونحوها .

 هذا في عموم المسألة،  أما عن سؤال الأخت فإذا تعرضت ملابسها للدم وجب عليها إما غسل محل الدم، وإما تبديل الملابس .

 هذا هو الأصل؛ عملًا بقول الله -عز وجل- : (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ )(المدثر:4)وقوله -جل في علاه- : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)(البقرة:222). وقد أثنـى-سبحانه-  على أهل قباء في المدينة بقوله : (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)(التوبة:108).   والله -تعالى- أعلم .

 

[1] التفسير المبين لمعالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن حسن النفيسة ج4 ص 271 -272.