سؤال من الأخت” المرشدة الدينية سعاد” من الجزائر، تقول فيه: سائلة تقول: إن والدها مريض قد فقد ذاكرته بالزهايمر، ولكنه يملك أموالًا كثيرة، هل يجوز لأسرته أن يشتروا الأضحية من ماله، ويذبحوا عنه؟.

حكم الأضحية من مال فاقد الذاكرة

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين، أما بعد:

فالواضح أن سؤال الأخت عن مدى جواز أخذ قيمة الأضحية من مال والدها الفاقدِ ذاكرتَهُ.

والجواب: أن من فقد ذاكرته لأي سبب أصبح عديم الإرادة، وماله يعود بعد موته لورثته، ومن أفضل الصدقات أن يتصدق العبد عن نفسه من ماله، فهذا لم يعد قادرا على هذه الصدقة،  فمِنْ بِرِّ الأولاد بوالدهم التصدقُ عليه من ماله، فيأخذون منه ما يكفي لشرائهم أضحية له، فهو أحوج ما يكون إلى هذه الصدقة.

قلت: هذه مسألة يغفل عنها الكثير من الناس حين ينسون أنفسهم، فلا يوصون لها بشيء من أموالهم، حتى يفاجئهم الأجل، وقد حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على التعجيل بالوصية، فقال -عليه الصلاة والسلام- في حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: «ما حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ له شيءٌ يُوصِي فِيهِ، يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إلَّا ووَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ»([1]).

هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت فيجوز لأولاده الأخذ من ماله لشراء أضحية له.

والله -تعالى- أعلم.

[1] رواه البخاري(2738).