سؤال من الأخت: “المرشدة الدينية”، من الجزائر: هل هناك عبادات معينة يستحب للعبد أن يقوم بها ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، أو يوم السابع والعشرين من شهر رجب؟

شهر رجب وما قيل عن العبادات فيه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فيتردد بين بعض المسلمين عن العبادة في شهر رجب ابتغاء فضل هذه العبادات.

والجواب: أن شهر رجب من الأشهر الحرم التي ذكرها الله في كتابه بقوله -جل في علاه-: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ [التوبة: 36]، ومن هذه الأشهر شهر رجب، ولم يرد فيه غير هذا، فكل الأحاديث التي ورد فيها فضل أيامه ولياليه لم تثبت فهي من المبتدعات، والتعبد لا يجوز إلا بما شرعه الله في كتابه أو في سنة رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، فالدين لا يجوز الاجتهاد فيه بل يبنى على ما ورد فيه مما شرعه الله لعباده، والأصل فيه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: ((من أحدَث في أمرِنا – أو دينِنا – هذا ما ليس فيه فهو رَدٌّ))([1])، و في رواية: ((من عمل عملًا ليس عليه غيرُ أمرِنا فهو رَدٌّ))([2]).

هذا في عموم المسألة: أما الجواب عن السؤال فإنه لم يرد حديث صحيح يدل على تخصيص شهر رجب بعبادة معينة، سواء في نهاره أو لياليه.

والله -تعالى- أعلم.

 

([1]) أخرجه البخاري، كتاب: الصلح، باب: إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، برقم: (2697)، (3/184)، ومسلم، كتاب: الأقضية، برقم: (1718)، (5/132).

([2]) أخرجه مسلم، كتاب: الأقضية، برقم: (1718)، (5/132).